الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث في لقاء إقليمي حول العنف المسلط على النساء: %47,6 من التونسيات يتعرّضن للعنف..

نشر في  17 ديسمبر 2014  (10:54)

كيف لإستراتيجيات مكافحة العنف المسلط على النساء أن تكون أكثر نجاعة؟ وماهي أبرز السبل لتكريس «الممارسات الجيدة» في مجال مناهضة العنف والتمييز ضدّ النساء؟ وكيف يمكن بلورة خطط تحرك تضامنية من أجل القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة؟
حول هذه الأسئلة الجوهرية، نظمت كل من الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والفيدرالية الدولية لحقوق الانسان وجمعية بيتي لقاء اقليميا حول «الممارسات الجيّدة في مجال مكافحة العنف المسلط على النساء» وذلك يومي 9 و 10 ديسمبر 2014..

وقد شكّل اللقاء فرصة لتبادل التجارب والممارسات الجيدة في مجال الاحاطة بالنساء ضحايا العنف وذلك في كل من تونس والمغرب والجزائر ومصر، كما تناول اللقاء موضوع القوانين المناهضة للعنف وكيفية التحرك المشترك من أجل تبني قوانين تحمي النساء من العنف.
ومن بين المداخلات التي تمّ تقديمها، توقفنا عند مداخلتي الدكتورة أحلام بلحاج ومواهب زبير اللّتين قدّمتا خلاصة تجربتهما في مجال مراكز الاستماع والإيواء.

الدكتورة أحلام بلحاج: «العنف ضدّ المرأة ليس حالة شاذة ولذا وجب مقاومته»

قدمت الدكتورة  أحلام بلحاج تجربة مركز الاستماع والانصات الذي أطلقته جمعية النساء الديمقراطيات سنة 1993 مستحضرة مختلف النضالات التي خاضتها الجمعية ضدّ السلطة والعقليات الذكورية بهدف إرساء مفهوم «مكافحة العنف المسلّط على النساء»، ومن أهم المعارك التي قادتها الجمعية «المعركة الكبرى» مع الدولة بخصوص القوانين، فمفهوم «العنف ضد المرأة» لم يكن معترفا به في البلاد الى غاية سنة 1998، ونفس الشيء بالنسبة للقانون الذي يعاقب الهرسلة الجنسية والذي لم يتمّ سنّه إلّا في 2004 بعد حملات أطلقتها الجمعية للتحسيس بخطورة هذه الظاهرة .
وأضافت الدكتورة أحلام بلحاج الى هذه المعارك،  وهي معركة حريّة التعبير والحصار البوليسي الذي كان مضروبا على الجمعية ومشاكل التمويل وكيفية بعث شبكة مساندة ناجعة يساهم فيها عدد من المحامين والاطباء واخصائيّي الصحّة والمتدخلون الاجتماعيون.
وشدّدت احلام بلحاج على أهميّة المناصرة والتشكيك من أجل إعطاء دفع لقضايا العنف المسلط على النساء، وفي هذا الصدد قالت ان معركة الدفاع عن الفتاة مريم التي اغتصبت من قبل عوني أمن لاقت تضامن عدة جمعيات من المجتمع المدني ، وهو معطى أساسي يجب  التأكيد عليه في إطار بناء استراتيجيات جديدة لمقاومة العنف المسلط على النساء..
وذكرت بلحاج أن آخر احصائيات كشفت ان 47،6 % من النساء يتعرضن للعنف أي أنّه ليس حالة شاذة ولذا وجب العمل على مقاومته..

مواهب زبير: وجب علينا أن نشعل الضوء الاحمر في وجه وزارة الشؤون الاجتماعية

وفي نفس السياق، قدمت مواهب زبيّر تجربة جمعية «بيتي للنّساء دون مأوى» وهي جمعية تمّ بعثها سنة 2012، وتهدف إلى إيواء النساء فاقدات السند، وقد أوت الجمعية على سبيل المثال98 امرأة سنة 2014.
وقالت مواهب زبير إنّ مركز إيواء جمعية بيتي يقدّم خدمات صحية واجتماعية كما يوفّر المرافقة القانونية مشيرة الى أن فئة من النساء يعانين من التمييز المضاعف بسبب الفقر والتهميش مشيرة إلي أنّ الجمعية صدمت بحالات نساء متعلمات وجامعيات وجدن أنفسهنّ في الشارع دون مأوى  ودون تغطية اجتماعية..
وكشفت مواهب زبير انّ مركز الايواء في الزهروني يحتضن فئات مختلفة من النساء من بينهن مسنات وأمهات عــزباوات ونساء ضحايا عنف، وقالــت عضوة جمــعية « بيتــي » أن هــؤلاء النسـوة يعانيــن مــن الـــوصم (Stigmatisation ) ومن صعوبة اعادة الادماج في المجتمع وغالبا مايكون المستوى التعليمي لهؤلاء النسوة متدنيا..
وختمت المتحدثة مداخلتها قائلة إن ناقوس الخطر يدقّ وأنّه من دور الجمعية أن تشعل الضوء الاحمر في وجه الدولة وبالخصوص في وجه وزارة الشؤون الاجتماعية داعية الوزارة أن تتساهل  في دفاتر  المداواة بمعنى ان تراعي الحالات الاجتماعية القاسية وتوفّر منحا  مالية حتى تتمكّن النساء من إعالة  أطفالهن. ومن جهة  أخرى، أكّدت سناء بن عاشور رئيسة جمعية «بيتي» ضرورة سن كراسات شروط تنظم نشاط الجمعيات قائلة إن نشاط الجمعية أصبح مهدّدا بنشاط الجمعيات الخيرية ذات التمويلات غير الشفافة.

شيراز بن مراد